الثلاثاء، 18 فبراير 2020

شرح البيقونية (13) الـمُبهَم

الـمُبهَم

13-........................... وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ


الحديث المبهم:
لغةً: المبهمات جمع "مبهم"، وهو اسم مفعول من "الإبهام" ضد الإيضاح.
اصطلاحًا: هو من أُبْهِمَ اسمه في المتن، أو الإسناد من الرواة.
مثال ما أُبهم في المتن:
ما أخرجه الخطيب البغدادي[1] بإسناده عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةُ من الشيطان، فإذا رَأَيْتَ رُؤْيَا تَكْرَهُهَا فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلاثَ تَفْلاتٍ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّكَ"[2].
قال الخطيب هَذَا الرَّجُلُ هُوَ: أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ.
ومن فوائد تبيين الأسماء المبهمة في المتن: تحقيق الشيء على ما هو عليه، فإن النفس متشوقة إليه، وأن يكون في الحديث منقبة له فيستفاد بمعرفة فضيلته، وأن يشتمل على نسبة فعل غير مناسب إليه، فيحصل بتعيينه السلامة من جولان الظن في غيره من أفاضل الصحابة، وخصوصا إذا كان ذلك من المنافقين، وأن يكون سائلا عن حكم عارضه حديث آخر، فيستفاد بمعرفته هل هو ناسخ، أو منسوخ إن عرف زمن إسلامه.
ومثال ما أُبهِمَ في الإسناد:
ما أخرجه الترمذي قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَدُّوَيْهِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْهَدَ الجُمُعَةَ مِنْ قُبَاءَ"[3].
ومن فوائد تبيين الأسماء المبهمة في الإسناد أن معرفة المبهَم تفيد ثقته، أو ضعفه، ليحكم للحديث بالصحة أو غيرها.

وطريقة معرفة المبهم بأحد أمرين:
إما بوروده مسمًّى في بعض الروايات الأخرى، وإما بتنصيص أهل السِّيَر عليه.

صنف في هذا النوع عدد من العلماء، منهم:
عبد الغني بن سعيد، واسم كتابه "الغوامض والمبهمات في الحديث النبوي"
والخطيب البغدادي، واسم كتابه "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة"
وأحسنها وأجمعها كتاب "المستفاد من مبهمات المتن والإسناد" لولي الدين العراقي.



[1] الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة 5/344
[2] وأخرجه البخاري (7044)، ومسلم (2261) بنحوه.
[3] قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَلاَ يَصِحُّ فِي هَذَا البَابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق