الخميس، 1 أغسطس 2019

تكبيرات العيدين


تكبيرات العيدين


إن لكل دِينٍ شعائره الظاهرة التي تميزه عن ما سواه، ومن شعائر ديننا الظاهرة "تكبيرات العيدين"، وكان ابن عمر، وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما، وكان ابن عمر يكبر بمنىً تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، لذا أحببت أن أضع بين يدي القارئ مختصراً يبين أحكام هذه الشعيرة الإسلامية.
*       *       *
التكبير في اللغة: التعظيم، كما في قوله تعالى: {وربك فكبر} أي فعظِّم.
ولا يخرج استعمال الفقهاء لهذا اللفظ عن المعنى اللغوي[1]، فيُعظَمُ اللهُ باللسان والـجَـنَان.
والتكبير في العيدين سُنَّة، وليس بواجب[2].
وينقسم التكبير إلى قسمين:
تكبير مطلق لا يتقيد بصلاة، وتكبير مُقيد بالصلاة[3].
أ-أما التكبير المطلق والجهر به فيُسن في ليلتي العيدين إلى فراغ خطبة العيد، ويسن في كل عشر ذي الحجة.
ب- وأما التكبير المقيد فيكون في عيد الأضحى فقط عَقِبَ كل فريضة[4] صلاها في جماعة، ابتداءً من صلاة فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، إلا الـمُحْرِم؛ فيكبر من صلاة ظهر يوم النحر، ويكبر الإمام مُسْتَقْبِلَ الناس.
وصيغته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أو تكبر ثلاثاً، فتقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
والتكبير المقيد بأدبار الصلوات الفرائض، ويؤتى به بعد السلام مباشرة قبل الشروع في الأذكار[5].
فالرجال فيجهرون به، وأما النساء فيسررن به بدون جهر؛ لأن المرأة مأمورة بخفض صوتها.
والمشروع أن يكبر المسلم على الصفة المشروعة الثابتة بالأدلة الشرعية؛ وهي التكبير فُرادى، أما التكبير الجماعي "المقصود"[6]، فلم يجد علماؤنا له ما يسنده من الأدلة، فأفتوا ببدعيته.
جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (8/310): " يكبر كلٌ وحدَه جهراً؛ فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التكبير الجماعي، وقد قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) "
وجاء فيها أيضا (8/311) : "التكبير الجماعي بصوت واحد ليس بمشروع بل ذلك بدعة ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، ولم يفعله السلف الصالح ، لا من الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا تابعيهم ، وهم القدوة ، والواجب الاتباع وعدم الابتداع في الدين ".

تكبيرات العيد - هاشم السقاف 



[1] الموسوعة الفقهية الكويتية (13/ 206)
[2] الموسوعة الفقهية الكويتية (27/ 250)
[3] ومن أهل العلم من لا يرى بهذا القسم، بل يرى أنه بدعة؛ قال الشيخ الألباني رحمه الله: "ليس فيما نعلم للتكبير المعتاد دبر الصلوات في أيام العيد ليس له وقت محدود في السنة وإنما التكبير هو من شعار هذه الأيام بل أعتقد أن تقييدها بدبر الصلوات أمر حادث لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم" (سلسلة أشرطة الهدى والنور _ شريط رقم 392)
وسئل: "هل يقيد التكبير في أيام التشريق فيما بعد الصلوات؟ فأجاب: لا، لا يقيد؛ بل تقييدُه مِن البدع؛ إنما التكبير بكل وقتٍ من أيام التشريق". [سلسلة الهدى والنور: الشريط: (410)[.
وقال الشيخ مقبل الوادعي: "وهنا أمر أريد أن أنبه عليه وهو ما اعتاده الناس عقب الصلوات من يوم النحر بعد الفجر إلى آخر أيام التشريق ، عقب الصلوات أنهم يكبرون ، وهذا ليس بمشروع ، بل التكبير مطلق ، أعني أنك تبدأ عقب الصلوات بالأذكار المشروعة التي تقال عقب الصلوات ثم تكبر سواء عقب الصلوات أم في الضحى أم في نصف النهار ، أو آخر النهار ، أم في نصف الليل ، لكن ليست له كيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يخص عقب الصلوات".
[4] هذا مذهب الحنابلة، أما الشافعية فعلى أنه يشرع التكبير عقب كل الصلوات فرضا كانت أم نافلة، والمالكية على أنه يشرع عقب الفرائض التي تصلى أداء، فلا يشرع عقب ما صلي من ذلك قضاء مطلقا.
[5] اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (21550)، ومن أهل العلم -كابن عثيمين- من يرى أن التكبيرات تكون بعد السلام وقول أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
[6] قد تتفق الأصوات من غير قصد توحيد الذكر، فلا بأس به حينئذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق