الثلاثاء، 21 يناير 2020

شرح البيقونية (2)

شرح البيقونية (2)



1 - أبدأُ بالحمدِ مُصَلِّياً عَلَى ... مُحَمَّدٍ خَيْرِ نبيْ أُرسلا
(أبدأُ بالحمدِ) اقْتِدَاء بفاتحة الكتاب الْعَزِيز، وَعَملا بحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ أَقْطَعُ"[1].
قوله (ذي بال) أي مهتم به معتنى بحاله ملقى إليه بال صاحبه (أقطع) أي مقطوع من البركة[2].
(مُصَلِّياً عَلَى ... مُحَمَّدٍ خَيْرِ نبيْ أُرسلا) مصليا أي أصلي حال كوني مصليا فهي حال مؤكدة حذف عاملها أي ومسلما على سيدنا محمد خير نبي أرسلا بألف الاطلاق أي أرسل لعموم الخلق.
2 - وذِي من أقْسَامِ الحَدِيثِ عِدَّهْ ... وَكُلُّ واحد أتى وحدَّه
أي: وبعد ابتدائي بالحمد والصلاة، فأقول: هذه المسائل الآتي ذكرها حال كونها من أقسام الحديث عدة، قدرها اثنان وثلاثون، منها ما يختص بالمتن كالمرفوع، ومنها ما يختص بالسند كالعالي والنازل، ومنها ما يرجع لهما كالصحيح والحسن.
وأئمة المصطلح سردوا في مؤلفاتهم من أنواعه ما أمكن تقريبه، فبعضهم جعلها اثنين وخمسين كالحاكم النيسابوري (توفي 405هـ) في كتابه "علوم الحديث" وبعضهم زاد على هذا العدد فأوصلها الى خمسة وستين كابن الصلاح (توفي 643هـ) في كتابه "علوم الحديث" ثم جاء السيوطي (توفي 911هـ) فجعلها ثلاثة وتسعين نوعا كما في كتابه "تدريب الراوي".
قال ابن الصلاح: "ليس ذلك بآخر الممكن في ذلك، فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى إذ لا تحصى أحوال رواة الحديث وصفاتهم ولا أحوال متون الحديث وصفاتها"[3].
وقال الحازمي: "علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تقرب من مائة نوع"[4].
وقول الناظم: (وَكُلُّ واحد أتى وحَدَّه) أي: كل نوع من هذه الأنواع الاثنين والثلاثين سيأتي في النظم، (وحدَّه) أي مع حده وتعريفه.




[1] أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3 / 89) برقم: (1894) بهذا اللفظ، وأبو داود في "سننه" (4 / 409) برقم: (4840)، وحسنه ابن الصلاح والنووي وغيرهما، وضعفه الألباني وغيره.
[2] حاشية السندي على سنن ابن ماجه 1/585
[3] علوم الحديث، لأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح (ت 643 هـ)، تحقيق: الدكتور نور الدين عتر، دمشق: دار الفكر -بيروت: دار الفكر المعاصر ص 11"
[4] عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب، لأبي بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم (ت 584 هـ)، تحقيق: عبد الله كنون، القاهرة، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية ص 3"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق