(نية المرء خير من عمله)
هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
يروى هذا الحديث عن: سهل بن سعد، وأنس، وأبي موسى، والنواس بن سمعان.
أما حديث سهل بن سعد: فقد أخرجه الطبراني "في المعجم الكبير"،[1] من حديث: حاتم بن عباد بن دينار الحرشي، ثنا يحيى بن قيس الكندي، ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نية المؤمن خير من عمله ...".
وفيه: حاتم بن عباد: لا يُعرف حاله، ويحيى بن قيس الكندي: مجهول الحال[2].
وأما حديث أنس: فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"[3]، من حديث: يوسف بن عطية الصفار، عن ثابت، عن أنس به.
ويوسف بن عطية الصفار: مُجمعٌ على ضعفه[4].
وأما حديث أبي موسى الأشعري: فقد أخرجه الديلمي في "مسنده"[5]، من حديث: أحمد بن عبد الله الهروي، عن أبي هريرة منصور بن يعقوب، عن سعيد [ابن أبي عروبة]، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى به مرفوعاً.
وأحمد بن عبد الله الهروي هو: الجويباري: وضَّاع[6].
وأما حديث النواس بن سمعان: فقد أخرجه القضاعي في "مسنده"[7]، من حديث: عثمان بن عبد الله الشامي، ثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن النواس بن سمعان به.
وعثمان بن عبد الله الشامي: يروي الموضوعات عن الثقات[8].
وبقية بن الوليد مدلس، قال ابن حجر: "كان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وصفه الائمة بذلك"[9]، بل كان يدلس تدليس التسوية، فلا يقبل العلماء حديثه إلا إذا صرّح بالتحديث، وقد عنعن هاهنا ولم يصرح.
وأخرجه الربيع بن حبيب في "مسنده"، قال الشيخ الألباني: "والربيع بن حبيب وهو: الفراهيدي البصري، إباضي مجهول، ليس له ذكر في كتب أئمتنا، ومسنده هذا هو "صحيح الإباضية"! وهو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة"[10].
وهو معارض للحديث الذي في الصحيح:
(فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ)
ففي الحديث أن العمل أبلغ من مجرد النية.
[1] المعجم الكبير للطبراني (6/ 185): 5942.
[2] تقريب التهذيب (ص595).
[3] شعب الإيمان (9/ 175 ط الرشد): 6445.
[4] لسان الميزان (9/ 456).
[5] زهر الفردوس (6/ 461): 2557.
[6] ميزان الاعتدال (1/ 106).
[7] مسند الشهاب (1/ 119): 148.
[8] ميزان الاعتدال (3/ 41).
[9] طبقات المدلسين = تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس (ص49).
[10] سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (6/ 304).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق