الأربعاء، 29 يناير 2025

حديث: نية المؤمن خير من عمله

 (نية المرء خير من عمله)

هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

يروى هذا الحديث عن: سهل بن سعد، وأنس، وأبي موسى، والنواس بن سمعان.

أما حديث سهل بن سعد: فقد أخرجه الطبراني "في المعجم الكبير"،[1] من حديث: حاتم بن عباد بن دينار الحرشي، ثنا يحيى بن قيس الكندي، ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نية المؤمن ‌خير ‌من ‌عمله ...".

وفيه: حاتم بن عباد: لا يُعرف حاله، ويحيى بن قيس الكندي: مجهول الحال[2].

وأما حديث أنس: فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"[3]، من حديث: يوسف بن عطية الصفار، عن ثابت، عن أنس به.

ويوسف بن عطية الصفار: مُجمعٌ على ضعفه[4].

وأما حديث أبي موسى الأشعري: فقد أخرجه الديلمي في "مسنده"[5]، من حديث: أحمد بن عبد الله الهروي، عن أبي هريرة منصور بن يعقوب، عن سعيد [ابن أبي عروبة]، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى به مرفوعاً.

وأحمد بن عبد الله الهروي هو: الجويباري: وضَّاع[6].

وأما حديث النواس بن سمعان: فقد أخرجه القضاعي في "مسنده"[7]، من حديث: عثمان بن عبد الله الشامي، ثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن النواس بن سمعان به.

و‌عثمان ‌بن ‌عبد ‌الله الشامي: يروي الموضوعات عن الثقات[8].

وبقية بن الوليد مدلس، قال ابن حجر: "كان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وصفه الائمة بذلك"[9]، بل كان يدلس تدليس التسوية، فلا يقبل العلماء حديثه إلا إذا صرّح بالتحديث، وقد عنعن هاهنا ولم يصرح.

وأخرجه الربيع بن حبيب في "مسنده"، قال الشيخ الألباني: "والربيع بن حبيب وهو: الفراهيدي البصري، إباضي مجهول، ليس له ذكر في كتب أئمتنا، ومسنده هذا هو "صحيح الإباضية"! وهو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة"[10].

وهو معارض للحديث الذي في الصحيح:

‏(فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ)

‏ففي الحديث أن العمل أبلغ من مجرد النية.



[1] المعجم الكبير للطبراني (6/ 185): 5942.

[2] تقريب التهذيب (ص595).

[3] شعب الإيمان (9/ 175 ط الرشد): 6445.

[4] لسان الميزان (9/ 456).

[5] زهر الفردوس (6/ 461): 2557.

[6] ميزان الاعتدال (1/ 106).

[7] مسند الشهاب (1/ 119): 148.

[8] ميزان الاعتدال (3/ 41).

[9] طبقات المدلسين = تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس (ص49).

[10] سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (6/ 304).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق