السبت، 10 أكتوبر 2020

الأسطرلاب

 

الأسطرلاب[1]



هي آلة دقيقة تُصوَّر عليها حركة النجوم في السماء حول القطب السماوي. وتُستخدم هذه الآلة لحل مشكلات فلكية عديدة، كما تستخدم في الملاحة وفي مجالات المساحة. وتُستخدم ـ إضافة إلى ذلك ـ في تحديد الوقت بدقة ليلاً ونهارًا. وقد اهتم بها المسلمون اهتمامًا كبيرًا، واستخدموها في تحديد مواقيت الصلاة، كما استخدموها في تحديد مواعيد فصول السنة.

ووجه الأسطرلاب يحتوي على خريطة القبة السماوية، كما يحتوي على أداة تشير إلى الجزء المنظور من القبة السماوية في وقت معيّن. وقد رسمت القبة المنظورة على وجه الأسطرلاب المسطح بطريقة حسابية دقيقة، وهي الطريقة ذاتها التي استخدِمت في رسم خريطة العالم (الكرة الأرضية) على مساحة مسطحة. وهذه الطريقة تسمح بتحوُّل الدوائر من أشكال كُرِويَّة إلى أشكال مسطحة دون أي تغيير للقيمة الحقيقية للزاوية التي تُرسم بين خطين على الشكل الكُرِوي. وعلى هذا، فإن خط الأفق، وخطوط المدارات، وخط الاستواء، والخطوط السماوية تظل في شكل دوائر، أو في شكل أجزاء من دوائر.

وكان محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سمرة بن جندب الفزاري (توفي 180 هجري) أول من عمل في الإسلام أسطرلابًا، عاش في العراق، وكان عالماً بالفلك والآلات، وله مؤلفات عديدة أهمها كتاب الفلكي؛ المقياس للزوال؛ القصيدة في علم النجوم؛ كتاب العمل بالأسطرلاب المسطـَّح.

ويُنسب اختراع الأسطرلاب إلى الإغريق ويُذكر أن الذي اخترعه هو العالم الفلكي هيباركوس، في القرن الثاني قبل الميلاد. وقام بشرح الأسس العلمية الأساسية للأسطرلاب عالم الفلك الأسكندراني بطليموس. وَقد ترجم حنين بن إسحاق (توفي 260هـ = 873م) ما كتبه بطليموس إلى اللغة العربية.

وكان حنين بن إسحاق هذا نابغة في اللغة والعلوم والطب، فترجم كل ما كتب ترجمة دقيقة وضحت كل خفايا ودقائق الأسطرلاب، فأصبح معروفًا للعاملين في مجال علم الفلك، وبدأوا بدراسته واستخدامه وتطويره.

وقد برع المسلمون والعرب في هذا المجال، وأضافوا إضافات كبيرة على الأسطرلاب تحددت في جانبين: الجانب الوظيفي الاستخدامي للأسطرلاب ورسم خطوطه، والجانب الشكلي الخارجي للأسطرلاب.

لقد قام علماء الفلك العرب والمسلمون خلال القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، بإضافات عديدة للأسطرلاب؛ وقد شملت هذه الإضافات قياس محيط الكرة الأرضية وجمع الخرائط الفلكية التي تصوِّر حركة الكواكب، وحدَّدوا أشكال مداراتها.

وقد استفاد من مجهودات هؤلاء العلماء كلٌ من العرب والمسلمين إضافة إلى الأوروبيين[2].

ويوجد اليوم عدد كبير من الأسطرلابات التي صنعها الفلكيون العرب والمسلمون؛ وهذه الأسطرلابات منتشرة في عدد كبير من متاحف العالم.

 



[1] الموضوع مأخوذ من (الموسوعة العربية العالمية) بتصرف.

[2] وجدت ترجمة لاتينية ـ يعود تاريخها إلى عام 675هـ، 1276م ـ لماكتبه عالم الفلك العربي "ماشاءَ الله" عن الأسطرلابات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق