السبت، 3 أكتوبر 2020

مهارات التعامل مع الخلافات (1)

ملخص كتاب مهارات التعامل مع الخلافات[1]

موضوع الكتاب حول مهارات إدارة الخلافات مع الآخرين، وكيفية تطويرها، فمهارات إدارة الخلافات من أهم المهارات التي يحتاج إليها الإنسان في العديد من المواقف والممارسات الحياتية، سواء في المجال الأسري، والمجال الاجتماعي، وكذلك في بيئة العمل، بل في جميع مجالات ونواحي الحياة، وبما أن الناس مختلفون في أنماطهم الشخصية، وفي احتياجاتهم وميولهم، فإن حدوث الخلافات بين الأفراد والجماعات أمر منطقي.

ولكن تطور تلك الخلافات إلى درجة تؤدي إلى استحالة التوافق وصعوبة العيش معا ، أو التعايش ولكن على مضض ، هو ما ليس منطقيا بالمرة.

وهناك فرق كبير بين العلاج ( Treatment ) والإدارة ( Management )، فالأمور التي يمكن التخلص منها نهائيا، نستطيع أن نوجد لها علاجاً مناسباً يقضي عليها تماما، بينما الأمور التي لا نستطيع التخلص منها بشكل نهائي، نعمل على إدارتها.

فمن أراد أن يتكيف مع الناس والظروف من حوله، فلابد أن يتقن مهارات إدارة الخلافات مع الآخرين.

من المنطقي حدوث الاختلاف بيننا في النمط الشخصي وفي طريقة التفكير، ولكن المطلوب هو أن لا نجعل الاختلاف يتحول إلى خلاف.

فالاختلاف إذاً هو أن يختلف كل واحد منا عن الآخر في شخصيته، وفي أفكاره، وفي أسلوبه وسلوكياته، بينما الخلاف هو أن يؤدى ذلك الاختلاف إلى عدم التوافق وصعوبة أو استحالة العمل أو العيش معا، وأن يتخذ كل طرف طريقا غير طريق الآخر.


ومن أسباب الاختلاف بين الناس:

1-اختلاف أنماط الشخصيات:

النمط الشخصي هو "كتالوج" الإنسان، ولن تحسن التعامل مع شيء لا تعرفه.

2-اختلاف البيئة التربوية (المكون الأول لبرامجه العقلية):

من أهم العوامل التربوية، الأسرة، والمدرسة، ودور العبادة مثل المسجد أو الكنيسة أو المعبد اليهودي أو غيرها، وكذلك الوسائل الثقافية والإعلام.

فنجد مثلا فروقا تربوية كبيرة بين البيئات المختلفة، فأهل الريف يختلفون عن أهل المدينة.

وإن التصلب داخل المفاهيم التربوية التي نشأت عليها، والتعصب لها، خاصة المفاهيم المغلوطة، هو من أهم أسباب الخلافات.

3-الفروق العلمية:

إن وجود الفروق العملية والثقافية بين الناس، مع عدم وضع ذلك في الاعتبار، يُحدث فجوة كبيرة، ونوعا من عدم الفهم المشترك، وليس من الضرورة التقارب في الدرجة العلمية (الشهادة العلمية)، بل الأهم هو التقارب في المحتوى العلمي، وهذا هو الأهم.

4-الفروق في المهارات:

مثل مهارات التواصل، والنقاش وإدارة الحوار، ومهارة التفاوض، ومهارة إدارة الغضب والثبات الانفعالي عند الاستفزاز، كذلك مهارات الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي، ومهارة الإقناع.

وتفعيل دور العلاقات والمشاعر في فض النزاعات.

5-اختلاف القناعات:

وهي الأفكار الراسخة التي اكتسبها الإنسان من خلال خبراته الحياتية أو لُقِّنها منذ الصغر، فلابد من تقدير واعتبار اختلاف قناعات وميول الآخرين، حتى لا يحدث التصادم معهم، وأن نركز على النقاط المشتركة، ولا نقفز فوراً إلى نقاط الخلاف.

6-التصلب وعدم المرونة:

وهذا ما يجعل صاحبه ثابتاً في مكانه لا يتحرك ولا يتطور، مما يجعله يفشل في كل حوار مع الآخرين، فمن أراد أن يعايش الناس ويتفاعل معهم وبينهم، فعليه أن يتحلى بالمرونة، وأن يتفهم أنماط الشخصيات.

7-تضارب الأهداف:

كما يحصل في الأسرة وفي العمل من رغبة كل طرف على تحقيق هدفه ولو على حساب تعطل أهداف الآخرين، ووجود هدف مشترك يخلق جوا من التفاهم والعمل المشترك.

8-الفتنة والنميمة:

فلذلك تأكد من مصدر معلوماتك قبل أخذ قراراتك.

9-تداخل الأدوار:

عدم الفهم الواضح لدور كل طرف يؤدي إلى تداخل الأطراف وتراكبها فوق بعضها يؤدي إلى نشوب الخلافات.

10-تضارب العلاقات:

يحدث ذلك في العلاقات داخل الأسرة، مثل اهتمام الزوجة بعلاقاتها مع أهلها ومع صديقاتها على حساب علاقاتها مع زوجها وأولادها.

11-رفع سقف التوقعات:

مثل رفع سقف التوقعات في الحياة الزوجية، والتركيز فقط على جوانب المتعة، وإهمال التركيز على الجوانب الأخرى، ويحدث ذلك أيضا في بيئة العمل، وفي غيرها من مجالات الحياة، حيث يحدث رفع سقف التوقعات، ووضع صورة ذهنية مبالغ فيها، ثم الاصطدام بالواقع.

12-عدم وجود آلية لإدارة الخلافات:

لابد من وضع آليات واضحة، مثل: كيف نتفادى الخلافات، كيف نتصرف إذا حدثت، من الذي نستشيره.

13-التقصير في أداء الواجبات.

14-التقصير في عدم طلب الحقوق:

هذا يؤدي إلى اللامبالاة ممن عليه الحق، مما يوسع الفجوة بيننا.

15-تدخل الآخرين في شؤوننا الخاصة:

وغالبُ مَن يتدخلون في حياتنا، هم الأهل والأصدقاء والزملاء، والمقربين منا على وجه الخصوص، فهم للأسف يرون أن لهم حقاً فينا ولهم الحرية في اقتحام خصوصياتك.

17-الاختلاف في مستوى الالتزام الديني:

مثل: الموقف من عمل المرأة، حجاب المرأة، وأمور عديدة أخرى، والوضوح فيها قبل الزواج، يوفر العديد من الخلافات بعد الزواج.

18-الصفات السلبية الشخصية:

بعض الأشخاص قد نتعرف عليهم ونعجب بهم، ولكنا حين نقترب منهم أكثر وأكثر، نكتشف فيهم صفات سلبية لا تتوافق معنا، مثل: البخل، الأنانية، اللامبالاة، الانتهازية، حب استغلال الآخرين، الكذب، النميمة، الغيبة ... هذه الصفات قد تتضارب مع قيمنا وأخلاقنا، مما يجعلنا لا نتوافق مع تلك الشخصيات، بل قد ينشب بيننا خلافات.

19-التدقيق في كل كبير وصغير:

قيام البعض بالتركيز على كل صغيرة وكبيرة من أخطاء الآخرين، يُحدث بينهم خلافات، وعدم توافق، الشخصيات التي تدقق في كل صغيرة وكبيرة، هي مصدر دائم للنكد و"العكننة"، فلا بد من تدريب النفس على التغافل والتفويت.

20-يدخل البعض إلى الحياة الزوجية، بنفس عقلية حياة العزوبية:

فيميلون مثلا إلى السهر، والخروج مع الأصدقاء، وزيارة الأهل المتكررة، والارتباط بالأهل في اتخاذ القرارات، والميل إلى الراحة وإهمال الواجبات المنزلية.

21-مشكلات صحية عند أحد الطرفين (الزوج أو الزوجة) بعد الزواج، تعوق متعة أحد الطرفين بالآخر.

22-تركيز أحد الزوجين، أو كلاهما، على سلبيات الطرف الآخر، والغفلة عن إيجابياته.

23-التنازع بين الزوجين على آلية تربية الأولاد، وأن يرى كل طرف أنه أكثر فهما لمصلحة الأولاد:

مثلا: هي تريد الأولاد في مدراس "إنترناشيونال"، للمظاهر والبهرجة، وهو لا يرى داعيا لذلك، ويريد أن يهتم بتربيتهم الدينية.

 

يتبع إن شاء الله ...



[1] د.ربيع حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق