الجمعة، 11 سبتمبر 2020

فضل الكلمات الأربع

 

فضل الكلمات الأربع[1]

إن ذكر الله من أعظم ما تَتّرَّس به الإنسان من عدوه الشيطان، وكلما عَطَّرَ العبد لسانه بذكر ربه سبحانه اقترب من الرحمن وبذل أسباب دخول الجنان.

روى الترمذي في سننه من حديث عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- أن رجلًا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله»[2]

ومن الأذكار العظيمة التي وردت النصوص بفضلها: (سبحان الله، والحمد لله ، ولا إله إلا الله، والله أكبر).

 

أما معنى هذه الكلمات الأربع:

سُبْحَانَ اللَّهِ: تتضمن أصلا عظيما من أصول التوحيد ، وركنا أساسيا من أركان الإيمان بالله عز وجل ، وهو تنزيهه سبحانه وتعالى عن العيب ، والنقص ، والأوهام الفاسدة ، والظنون الكاذبة.

الْحَمْدُ لِلَّهِ: أن النِّعّم كلها منه، وهو المحمود عليها.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: لا معبود بحقٍ إلا الله، وكل المعبودات -من أصنام وقبور وغيرها- باطلة.

اللَّهُ أَكْبَرُ: لا شيء أكبر منه.

 

فمن فضائل هذه الكلمات:

1-أنهن أحب الكلام إلى الله، روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى الله تَعَالَى أَرْبَعٌ، سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ للَّه، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَالله أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ».

2-ومنها: أنهن أحب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مما طلعت عليه الشمس، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَالله أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ».

3-ومنها: أنهن مكفرات للذنوب، فقد ثبت في سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا الله، وَالله أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّه، إِلا كَفَّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبَهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»[3].

4-ومنها: أنهن غراس الجنة، روى الترمذي في سننه من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَالله أَكْبَرُ»[4].

5-ومنها: أنهن جُنة لقائلهن من النار، ويأتين يوم القيامة منجيات لقائلهن، ومقدمات له، روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، مِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟ قَالَ: «لا، جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلا إِلَهَ إِلا الله، وَالله أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَجِّيَاتٌ ومُقَدِّمَاتٌ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ»[5].



[1] مختصر من كتاب "الدرر المنتقاة" 9/159

[2] صححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن الترمذي (3/ 139) برقم 2687.

[3] حسنه الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع برقم 5636.

[4] حسنه الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة برقم 105.

[5] صححه الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع برقم 3214.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق