الخميس، 7 نوفمبر 2019

أسباب وُرُود الحديث


أسباب وُرُود الحديث[1]

سبب ورود الحديث: "هو علم يبحث فيه عن الأسباب الداعية إلى ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث أولا، وهذا السبب قد يكون سؤالا، وقد تكون قصة، وقد تكون حادثة فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث بسببه أو بسببها"[2].
ولمعرفة أسباب ورود الحديث أهمية كبرى في دراسة الحديث وفهمه، فإن لكل حادثة ولكل حديث ارتباطاً بالزمان والمكان والأشخاص، فمعرفة أسباب الحديث الكاملة تفسر هذا النص وتبينه وتشرحه.
والعودة إلى أرض الحادثة وزمانها والشخص الذي أحدث الحادثة التي ورد فيها النص تعطينا تصوراً حقيقياً لحُكم الشارع للحادثة ومعالجته لها، وعلة الحكم[3].
مثاله: حديث «إنما الأعمال بالنيات» سببه أن رجلا هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك الهجرة، بل ليتزوج امرأة يقال لها: أم قيس، فسمي مهاجر أم قيس: ولهذا حَسُنَ في الحديث ذِكْرُ المرأة، دون سائر الأمور الدنيوية[4].
واعلم أن سبب ورود الحديث قد يُذكر في الحديث، وقد يُذكر في غيره[5].
وأول من ألف في هذا العلم الإمام أبو حفص العكبري (توفي 458 هـ) شيخ القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي.
قال السيوطي: "وصنف فيه -أي معرفة أسباب الحديث- أبو حفص العكبري، وأبو حامد بن كوتاه الجوباري"[6]، ولم يصلا إلينا.
ومن المؤلفات النافعة المفيدة الواسعة في هذا العلم "البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف"[7] وهو للعالم المحدث السيد إبراهيم بن محمد بن كمال الدين الشهير بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي كان أحد الأعلام المحدثين، والجهابذة المتقنين (توفي 1120 هـ)، بلغت الأسباب التي وردت فيه 1839 سبباً.
وألف السوطي فيه كتاباً أسماه " اللمع في أسباب الحديث".



[1] انظر: "أسباب ورود الحديث: مؤلفاته، أقسامه، فوائده" للدكتور عادل العوني.
[2] الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، لمحمد أبو شهبة، (ص467).
[3] مقدمة تحقيق كتاب "اللمع في أسباب الحديث" للسوطي، تحقيق: غياث دحدوح.
[4] تدريب الراوي (2/929).
[5] الوسيط في علوم ومصطلح الحديث470).
[6] تدريب الراوي (2/929).
[7] مطبوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق