الجمعة، 1 أغسطس 2025

حديث: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود) لا يصح !

حديث: (استعينوا على قضاء (أو: إنجاح) حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود) لا يصح !



لا شك أن تغير الزمان والعادات والثقافات يعد من عوامل بروز بعض النصوص والمقولات التراثية التي تخدم تلك المرحلة، حسب طبيعة الزمان والمكان، وفي زماننا هذا وانتشار النعمة وانفتاح الناس على بعضهم البعض برز حديث: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، ولا شك أن معنى الحديث صحيح؛ فإن العين حق، ولكن هل تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟، لأن نسبة قول إليه لم يقله يعد من كبائر الذنوب، وهو القائل: (مَن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)!

هذا الحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"[1]، والعقيلي في "الضعفاء"[2]، وابن عدي في "الكامل"[3]، وأبو نعيم في "الحلية"[4] من حديث: سعيد بن سلام، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل مرفوعاً به.

وسعيد بن سلام قال عنه البخاري: يُذكر بوضع الحديث، بل قال الإمام أحمد بن حنبل: كذاب![5].

وقال الذهبي: "ومن منكراته: عن ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ حديث: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود"[6].

وأخرج ابن عدي في "الكامل"[7] متابعة له من طريق: حسين بن علوان، عن ثور بن يزيد به، وقال: عامة أحاديث حسين بن علوان موضوعة، وهو في عداد من يضع الحديث.

وله متابع آخر أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصفهان" من طريق: ‌عمر ‌بن ‌يحيى ‌القرشي، ثنا شعبة، عن ثور بن يزيد به[8].

قال ابن الجوزي: "عمر ‌بن ‌يحيى يروي عن شعبة، قال أبو نعيم الأصبهاني: متروك الحديث"[9].

وأخرج أبو الشيخ في "الأمثال"[10] قال: حدثنا نوح بن منصور، ثنا ‌محمد ‌بن ‌معقل، ثنا وكيع، عن ثور بن يزيد به.

ونوح بن منصور: مجهول[11]، كذلك شيخه: محمد ‌بن ‌معقل.

وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب أخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"[12]، من حديث: حَلْبَس بن محمد، عن جريج قال: قال عطاء بن أبي رباح: قال عمر بن الخطاب مرفاعاً به.

وحلبس: متروك الحديث[13].

وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري أخرجه محمد بن الحسن السلمي في "آداب الصحبة"[14]، من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا به.

وفي إسناده مَن لا يُعرف، والسلمي نفسه ليس بثقة، قال الذهبي: شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم، تكلموا فيه، وليس بعمدة، وقيل: كان يضع الأحاديث للصوفية[15].

وله شاهد أيضاً من حديث أبي هريرة أخرجه ابن حبان في "نزهة الفضلاء"[16] والسهمي في "تاريخ جرجان"[17] من حديث: سهل بن عبد الرحمن، عن محمد بن مطرف أبي غسان، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن أبي هريرة مرفوعاً به.

وسهل بن عبد الرحمن قال الألباني: (وهو عندي سهل بن عبد الرحمن المعروف بـ "السندي بن عبدويه الرازي" وذكره ابن حبان في "الثقات" كما في "اللسان"، فالحديث بهذا الإسناد جيدٌ عندي)[18].

قلت: وتتمة قول ابن حبان في الثقات: "... يُغرِب"[19]، فالحديث هذا لا شك أنه من غرائبه، والقول الأولى بالصواب يقتضي بعدم تصحيح هذا الحديث، بل إلى الوضع أقرب كما قال الإمام أحمد وغيره.

قال مهنأ: سألت أحمد ويحيى بن معين عن قول الناس: "استعينوا على طلب حوائجكم ‌بالكتمان"؟ فقالا: هذا موضوع، وليس له أصل[20]. وقال أبو حاتم: "منكر"[21].

وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"[22]، والسيوطي في "موضوعاته"[23].



[1] المعجم الصغير للطبراني (2/ 292)

[2] في "الضعفاء" (2/ 109)

[3] في "الكامل" (3/ 1240)

[4] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة (5/ 215) و (6/ 96).

[5] ميزان الاعتدال (2/ 141)

[6] ميزان الاعتدال (2/ 141)

[7] في "الكامل" (2/ 771)

[8] في "أخبار أصبهان" (2/ 217)

[9] الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (2/ 219).

[10] في "الأمثال" (ص 238 رقم 200)

[11] انظر: بلوغ الأماني بتراجم شيوخ أبي الشيخ الأصبهاني (2/ 1090).

[12] اعتلال القلوب - الخرائطي (2/ 335): 680.

[13] ميزان الاعتدال (1/ 587)

[14] آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي (ص70)

[15] ميزان الاعتدال (3/ 523)

[16] نزهة الفضلاء ص252

[17] تاريخ جرجان (ص223)

[18] سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 438)

[19] الثقات لابن حبان (8/ 304)

[20] المنتخب من علل الخلال (1/ 83)

[21] أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب (ص52).

[22] الموضوعات لابن الجوزي (2/ 164)

[23] اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/ 68)

الجمعة، 28 مارس 2025

شرح (سر على مهلك) 3

 

هذه نفسك قد أهملتها

وعلى فعل الدُّنى ربيتها

كم لذِيذًا سالفًا غذيتها

(إن أهنا عيشة قضَّيتها)

(ذهبت لذّاتها والإِثمُ حلّ)

قال: (هذه نفسك قد أهملتها) وإهمال النفس يكون بترك ما ينفعها من فعل الخيرات، كطلب العلم، والحرص على الطاعات، واستغلال الأوقات، يقول: كل ذلك لم يكن منك، بل آثرت الكسل والدعة والمباحات فيما لا يعود عليك بالنفع.

بل تجاوز الأمر المباحات، فصرت: (على فعل الدُّنى ربيتها) أي: ربيت نفسك على الأمور الدنيئة، وأبعدتها عن معالي الأمور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كريمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ ويُحِبُّ معَالِي الأَخْلاقَ، ويَكْرَهُ ‌سَفْسَافَها"[1]، أَي: رديئها وحقيرها.

ومن الأمور الدنيئة: فعل ما يضع من قدر المرء، مثل: المجون، وهي البَذاءة وقِلَّة الحَياء، يُقَال: "يُفْسد الرجلَ ‌المجونُ كَمَا يُفْسد الماءَ الأجونُ"، أي: إذا تغير طعمه أو لونه أو رائحته بطول المكث.

قال: (كم لذِيذًا سالفًا غذيتها) كم هنا استفهامية؛ لأن مفردها منصوب، قال الحريري:

وكمْ إِذا جِئْتَ بهَا مُستَفهِمَا

فانصِبْ وقُلْ: كمْ كوكبًا تَحوي السَّمَا

يتساءل الناظم عن الملذات المحرمة التي نلتَها واستمتعتَ بلذتها، كم مرة كررتها وفعلتها؟! ويريد أنك أوقعت نفسك في كثير من الملذات المحرمة، لذلك قال بعدها مُرهِّباً ومذكراً:

(إن أهنا عيشة قضَّيتها .. ذهبت لذّاتها والإِثمُ حلّ) يعني: أنَّ أطيبَ وأحلى وألَذَّ معصية تمتعت بها، وقضيت وقتاً في التقلب فيها .. ذهبتْ ومرَّتْ وسرعان ما انقضتْ لذتها؛ (والإثمُ حَلْ) أي : ثبت عليك في صحيفة عملك.

قال تعالى: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ أي: مَن يعمل منكم عملًا سيئًا يجازَ به يوم القيامة، ما لم يتب.

فالعاقل يجعل الآخرة نصب عينيه، ولا يُقْدِم على أمرٍ يضره في الآخر ولو أحبه، قال الإمام أحمد: "الفُتُوَّةُ: تركُ ما تهوى لما تخشى".

وينسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:

تفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها

مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ

تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها

لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ

وقال الحسين بن مُطير:

ونَفْسَكَ أكرِمْ عن أمورٍ كثيرةٍ

فما لك نفسٌ بعدها تستعيرُها

ولا تقرَبِ المَرْعى الحرام فإنَّما

حلاوتُه تَفْنَى ويبقى مَريرُها

ومما ورد في كف النفس عن الشهوة بعد التمكن منها مخافةَ الآخرة، ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر في الثلاثة الذين "أووا إلى غارٍ في الجبل، فانحطَّتْ عليهم صخرةٌ من الجبل، فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظرُوا أعمالًا صالحة عملتُمُوها، فادْعوا الله بها ... وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنةُ عمٍّ فأحببتُها كأشدِّ ما يُحبُّ الرِّجالُ النِّساءَ، فطلبتُ إليها نفسها، فامتنعت مني، حتى أَلَمَّتْ بها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ (أي: سنة مجاعة)، فجاءتني [محتاجة] فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها، قالت: لَا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ ‌الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ، وتركتُ الذَّهبَ الذي أعطيتها .. اللهم إن كنتُ فعلتُ ابتغاء وجهك، فَافْرُجْ عَنَّا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة".



[1] أخرجه الطبراني والحاكم، وانظر: الجامع الصغير وزيادته: ‌‌2682

الأربعاء، 19 مارس 2025

شرح (سر على مهلك) 2

إن تذكرْتَ أويقاتِ الصِّبا

أو تُقِسْ ريحَ الدّبُور بالصَّبا

فاترك القول لِوَقْتٍ ذهبا

(ودَع الذكرى لأيام الصِّبا)

(فلأيام الصبا نَجمٌ أفلْ)

قوله: ‌أُوَيْقات: تصغير جمع القلة: أوقات، و‌الصِّبَا: الصِغَر وحداثة السن.

وقوله: (ريحَ الدّبُور بالصَّبا) ريح الدبور: هي ريحٌ تهب من المغرب، وتقابل القَبُول وَهِي ريح ‌الصَّبَا التي تهب من المشرق.

والمعنى: إن خطرت ببالك -في أيام تقدمك بالعمر- ذكرياتُ أيام صِباك وما كان فيها من لهو وغفلة، فلا تلتفت إليها، فحالك الآن يختلف عن حالك أيام الطيش والشهوة الجامحة والغفلة وقلة التجربة، فأنت الآن قد سكنت شهوتك، وازدادت حكمتك، وكثرت تجاربك، فلا تكن كمن يقيس حالتين مختلفتين، كمن يقيس ريح الدبور، بريح الصبا.

قال الإلبيري:

‌وَيَقْبُحُ ‌بَالْفَتَى ‌فِعْلُ التَّصَابِي

وَأَقْبَحُ منه شَيْخُ قَدْ تَفَتَّى

قال الفيّوميّ -رحمه الله-: "الريح أربع: الشمال، وتأتي من ناحية الشام، وهي حارّةٌ في الصيف، بارحٌ[1]، والجنوب تقابلها، وهي الريح اليمانية، والثالثة: الصَّبا، وتأتي من مطلع الشمس، وهي القَبُول أيضاً، والرابعة: الدَّبُور، وتأتي من ناحية المغرب"[2].

ومن صفات ريح الصَّبا: أنها تأتي من ناحية الشرق وتتجه غرباً، وهي رياح معتدلة، تهب في وقت السَّحَر وأول النهار، وعندما تهب أول النهار تكون مائلة إلى البرودة، وقد أكثر الشعراء من ذكرها في أشعارهم.

ومن صفات ريح الدبور -وهي الغربية-: وهي الريح العقيم لأنها لا تلقح الشجر، وتهدم البنيان، وتقلع الأشجار، وهي مذمومة في القرآن العظيم، وهي التي تقابل الصبا، سميت بذلك لأنها تأتي من دبر الكعبة.

وقد نصر الله تعالى نبيه والمؤمنين بريح الصبا في غزوة الأحزاب، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الأحزاب: 9]، قال مجاهد بن جبر: {فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحًا} قال: "يعني: ريح الصبا، أرسلت على الأحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم على أفواهها، ونزعت فَساطِيطَهم حتى أظعَنتْهم"[3].

وفي الحديث: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "نُصِرْتُ بالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَاد بِالدَّبُورِ"، متفق عليه.

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "ومن لطيف المناسبة كون القَبُول نَصَرت أهل القَبول، وكون الدَّبُور أهلكت أهل الإدبار".

قال: (فاترك القول لِوَقْتٍ ذهبا ... ودَع الذكرى لأيام الصِّبا .. فلأيام الصبا نَجمٌ أفلْ) أي: ينبغي لك عدمُ التذكر لأيام الصبا التي وقعت فيها الذنوب والخطايا، وقد مرَّت كأنَّها طيف خيالٍ، أو نجمٌ أفل؛ أي: غاب؛ لأنه ليس في ذِكْر تلك الأيام إلا التفاخرُ بالمعصية، وقد قيل: إنَّ التحدُّثَ بالمعصيةِ والسرورَ بها يزيدُ في الإثم، كما أنَّ التحدُّثَ بالنعمة والسرورَ بها يزيدُ في الأجر؛ قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم : "‌كُلُّ ‌أُمَّتِي ‌مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ" متفق عليه[4].

في السُنن بإسناد حسن من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما: قال: كان رجلٌ يقالُ له: مَرْثَدُ بنُ أَبي مرثَدٍ [الغنوي]، وكان رجلاً يَحمل الأُسَراءَ من مكة، حتى يأتِيَ بهم المدينة، قال: وكانت امرأَةٌ بَغِيٌّ بمكة، يقال لها: ‌عَنَاقُ، وكانت صَديقَةً له، وإنه كان وَعَدَ رجلاً من أُسَارَى مكةَ يحمله.

قال مرثد: فجئتُ حتى انتهيتُ إلى ظِلِّ حائطٍ من حَوائط مكة، في ليلةٍ مُقْمِرَةٍ، قال: فجاءت ‌عَناقُ، فأبْصَرَتْ سوادَ ظِلِّي بجنْبِ الحائطِ، فلما انْتَهتْ إليَّ عَرَفَتْني، فقالت: مَرْثَدُ؟! فقلت: مرثد، فقالت: مَرْحباً وأهلاً، هَلُمَّ فبِتْ عندنا، قال: قلتُ: يا ‌عناق: حَرَّمَ الله ‌الزنا، قالت: يا أهلَ الخِيام، هذا الرجلُ يحمل أُسْراءكُمْ!

قال: فَتبِعَني ثمانيةٌ، وسَلَكْتُ الْخَنْدَمَةَ[5]، فانتهيتُ إلى غارٍ، أَو كَهْفٍ، فدخلتُ، فجاءوا حتَّى قامُوا على رأْسِي، فَبَالُوا، فَظلَّ بَوْلُهُمْ على رأسي، وعَمَّاهُم الله عَنِّي، قال: ثم رجعوا، ورجعتُ إلى صاحِبي، فَحمَلْتُهُ وكانَ رجلاً ثقيلاً حتى انتهيتُ إلى الإذْخِرِ، ففكَكْتُ عنه أَكْبُلَهُ، فجعلتُ أَحملُه، ويُعْيِيني[6] حتى قَدِمتُ المدينةَ، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أأَنْكِحُ ‌عناقَ؟ فأمْسَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلم يَرُدَّ شيئاً، حتى نزلت {الزَّاني لا يَنْكِحُ إِلّا زانِيةً أَو مُشْركَةً والزانيةُ لا ينكحُها إِلّا زانٍ أو مُشْركٌ} [النور: 3] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا مَرْثَدُ {الزَّاني لا يَنْكِحُ إِلّا زانِيةً أَو مُشْركَة والزانيةُ لا ينكحُها إِلّا زانٍ أو مُشْركٌ} فلا تَنْكِحْها.

فانظر كيف حاولت عناق أن تذكر مرثد بأيام الجاهلية، وكيف كفَّ مرثد عن طلبها وقال: "حرم الله الزنا"، وفي الحديث: "‌سَبْعَةٌ ‌يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ... وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ..." متفق عليه.



[1] أي الشمالية: حاملة للتراب.

[2] "المصباح المنير" 1/ 244.

[3] موسوعة التفسير المأثور (17/ 672).

[4] فتح الرحيم الرحمن ص53.

[5] جبل بمكة، أي: سلك طريق الخندمة.

[6] من الإعياء، وهو الكلال والتعب.